عن سعاد التي أرغمت على الزواج في عمر الثانية عشر، وعن ليلتها الأولى كـ”زوجة”..
تلك الليلة، انكسر شيءٌ ما في داخلي، من دون أن أدرك ما هو. كانوا قد وضعوا الطرحة فوق رأسي، ولم أكن قد تجاوزت الثانية عشر. رموا فوق ظهري مسؤوليّات وواجبات الزوجية، ولم يتركوا لي الفرصة لأبوح لهم برغبتي باللعب مثلا، أو بالذهاب إلى المدرسة.
زفّوني إلى دار زوجي وتركوني معه أمام الباب.
كنت متردّدة وخائفة، وكان خوفي يزداد مع كلّ خطوةٍ إضافيةٍ تقرّبنا من غرفة النوم.
اقترب منّي، وفكّ زر بنطاله. هربت منه، لكنّه تبعني. جرّبت الفرار من الغرفة مراراً، لكنّه أغلق أمامي السبل كلّها.
كنت بالنسبة له أشبه بالفريسة. ظلّ يلاحقني حتى تمكّن مني. أصبت بالرعب. أحسست بالألم والأذى من دون أن يستوعبهما عقلي. صرت أنظر إلى قطعة القماش التي سال عليها دمي وأبكي بأسى من دون توقّف.
انتهى من فعلته، فبدأت أرتدي ثيابي. تحسّست جسدي الطفولي المنتهك. نظرت إلى جسدي وكرهته، وواصلت البكاء.
اليوم أدرك أنّ الطفلة في داخلي هي ما انكسر في تلك الليلة التي أجبرت فيها على ممارسة “واجبي كزوجة” وأنا لم أتجاوز بعد الثاتية عشرة من العمر.
قصة: جويل عبد العال
رسم: ثروة زيتون